الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وقد عقب سبحانه على الآية السابقة بقوله: تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {البقرة:229}.
فجعل عدم الإحسان في تسريح الزوجة من جملة الظلم والتعدي على حدوده، وعليه فما قام به الزوج المذكور تعد لحدود الله وظلم، كما أن اتهامه لها ولأهلها بالباطل وإيذاءهم بغير حق من الظلم، وفي ذلك يقول الله عز وجل: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا {الأحزاب:58}.
فعلى الزوج وأهله التوبة إلى الله من ذلك، ومن شروط التوبة إعطاء الزوجة حقوقها، وتبرئتها مما قالوا، وطلب مسامحتها، قبل أن لا يكون درهم ولا دينار، وإنما يؤخذ من حسنات الظالم للمظلوم، ويحمل من سيئات المظلوم فتطرح على الظالم ثم يطرح في النار والعياذ بالله.
وننصح الأخت بأن تصبر وتحتسب الأجر من الله عز وجل وأن تقف عند حدود الله عز وجل في معاملتهم، ومن ذلك عدم منعهم من رؤية ولدهم لأن هذا من القطيعة المحرمة.
وعلى الأب أن يقوم بمسؤوليته تجاه ابنه فإنه يلزمه نفقته وتربيته وهو مسؤول عنه يوم القيامة.
والله أعلم.