الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب على المرأة طاعة أبويها إذا رفضا خاطبا بعينه ما لم تخش من الوقوع معه في معصية الله عز وجل، وبناء عليه فإن كنت تستطيعين الصبر والبحث عن غير ذلك الرجل من ذوي الخلق والدين فذلك هو الواجب عليك لكي لا تخسري أبويك وأهلك، وربما خسرت السعادة التي تشترينها، فقد يتغير حال الخاطب بعد الزواج ويتبدل الحب بغضا والمودة جفاء، ولذا كان أولى ما تحرص عليه المرأة بل والرجل كذلك طاعة الأبوين وما يحقق السعادة والألفة للجميع.
وخلاصة القول والذي ننصحك به هو طاعة أبويك والبحث عن غير ذلك الخاطب من أصحاب الخلق والدين ما لم تخشي من الوقوع معه أو مع غيره فيما يغضب الله عز وجل إن لم تتزوجيه، فإن خفت ذلك فلا حرج عليك في قبوله، ولا تكونين عاقة بذلك، وعلى والدك أن يزوجك إياه ما دام كفؤا فإن أبى وأصر على الرفض فلك رفع الأمر للقضاء ليلزمه تزويجك أو هو يتولى ذلك نيابة عنه.
ولكن ننبهك إلى أنه لا يجوز لك إقامة علاقة مع ذلك الرجل أو غيره خارج نطاق الزوجية، فكفي عن لقائه والحديث معه حتى يتم الزواج والعقد الشرعي، وقبل الإقدام على تلك الخطوة ينبغي أن تستخيري الله عز وجل وتستشيري ذوي الرأي من قومك وتفكري في عواقب ذلك الفعل.
وأما مسألة الراتب فهو ملك لك لا لزوجك ولا لأهلك منه إلا ما طابت نفسك به، وزواجك من ذلك الرجل أو غيره إن خشيت من الوقوع في الفتنة معه دون رضا والدك ليس كفرا ولا عقوقا، لكن لا تجادلي أباك أو ترفعي صوتك عليه بالخصومة، فأحسني صحبته وبره ولو قطعك وأساء إليك فلا تقطعيه أو تسيئي إليه.
وللمزيد انظري الفتاوى التالية أرقامها: 998، 7759، 30347، 96170.
والله أعلم.