خلاصة الفتوى:
الأمة محتاجة لطبيبات تغني النساء عن مخالطة الأجانب، فننصحك بالاشتغال بالطب طاعة لأمك وتلبية لحاجة الأمة إذا أمنت من الفتنة، ويجب عليك البعد عن الخلوة بالأجانب ومسهم، والتستر أمامهم، كما ننصحك بمواصلة تحفيظ القرآن أداء لمسؤولية الله علينا في تعلم وتعليم القرآن.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بما أنعم الله به عليك به من حفظ القرآن والسعي في تعليمه. ففي حديث البخاري: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
ثم إننا نفيدك أن عمل المرأة في مجال الطب فيه مصلحة للأمة ولا سيما طب الأسنان الذي يحتاجه النساء كثيرا، فوجود طبيبة أمينة يستغي بها النساء عن العلاج عند الرجال الأجانب من حاجيات الأمة، فإذا أمكنك أن تكوني طبيبة مع التحفظ هذين الشهرين من مس الأجانب والخلوة بهم فهو أمر طيب لما فيه من تلبية حاجة الأمة وإرضاء الوالدة، وعليك إن دعتك حاجة العمل إلى ملاقاة الرجال أن تحافظي على غض البصر والتستر، وأما كشف الوجه فلا داعي له إلا إذا كنت لا بد أن تكشفي عن عينيك لتنظري عمل الأطباء أو عملك المنوط به، ويمكن في هذه الحال أن تتنقبي وتضعي نظارات قاتمة على عينيك فيحصل بذلك الستر الكامل إن شاء الله، والجدير بالملاحظة أن ما ذكرناه مشروط فيه أمن الفتنة، وأما إن كنت تخشين الفتنة فالواجب تجنب ذلك ولو لم تقبل الوالدة.
وعلى أية حال فإنا ننصحك بأن تواصلي تحفيظ القرآن فهو من أفضل العبادات، وقد رأينا عدة من الدكاترة الأطباء يزاولون مهنتهم الطبية مع اشتغالهم بتدريس القرآن والقراءات مجانا للطلاب ويجيزونهم بالقراءات، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 56887، 28006، 20667، 8107، 38744، 522، 3859، 50794، 53806.
والله أعلم.