الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئاً لك على حفظ القرآن والتوبة إلى الله والزوج الصالح، ونسـأل الله أن يديم علينا وعليك نعمه إنه ولي ذلك والقادر عليه..
وبخصوص ما سألت عنه فالواجب عليك فيما اقترفت من أخذ أموال الناس بغير حق أن تتوبي إلى الله تعالى، وتقتضي توبتك هنا أن تندمي على ما فعلت وأن تكفي عنه في الحال وأن تعزمي على أن لا تعودي إلى ذلك أبداً، وأن تعيدي تلك الأموال التي أخذتها بغير حق إلى أصحابها، فمن كان من أصحابها معلوماً لك أرسلتها إليه، ومن كان مجهولاً لا يمكن أن تتوصلي إليه صرفت ما أخذت منه في وجوه الخير كالمساكين والفقراء بنية التخلص من الحرام لا بنية التقرب إلى الله بالإنفاق في سبيله، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن كنتِ محتاجة أخذتِ بقدر حاجتك من هذا المال الذي تجهلين صاحبه أو تعذر رده إلى أهله، ولك أن تعطي لزوجك أيضاً منه إن كان محتاجاً.
وإذا كنت تخافين من كشف أمرك فاحتالي لإيصال الأموال إلى أهلها بطريقة لا يعرفون من خلالها أنك مصدر ذلك مثل إرسال المال عن طريق الحوالة دون كتابة اسمك إن أمكن ذلك.
والله أعلم.