الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت – أحسن الله إليك – في خوفك من المال الحرام وعملك بمقتضى الفتوى المذكورة نسأل الله أن يعيننا وإياك على العمل بما يرضيه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أما بخصوص عودتك إلى ذلك العمل قصد قضاء دين صاحبه الذي يطالبك به فلا يجوز لك طالما أنك لا تقدر على التحكم فيما فيه من المنكرات فيكون عملك من باب الإعانة على الإثم. وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}
ولست مضطرا فوجود عمل آخر وإن كان مرتبه أقل من مرتب هذا العمل ينفي عنك الضرورة.
واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. {الطلاق:2،3}
ولتسديد ما يطالبك به صاحب الصالة يمكن أن تتفق معه على قسط شهري مناسب لك حتى تسدد دينه.