خلاصة الفتوى: ننصحك بتقوى الله تعالى ومجاهدة النفس.. وصحبة الصالحين.. وألا تترك الصلاة بالناس إذ لا حرج عليك في إمامة الناس أو إقرائهم وأنت على ما أنت عليه.
فنسأل الله لنا ولك الهداية وصلاح الحال، واعلم أن من أعظم نعم الله على العبد بعد الإيمان: حفظ كتاب الله تعالى.
فقد روى الحاكم وغيره عن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.
وروى أبو نعيم في حلية الأولياء عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون‘ وبنهاره إذا الناس يفطرون‘ وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخلطون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليما عليما سكيتا، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولا صياحا ولا حديدا.
وروي عن الفضيل بن عياض قوله: حامل القرآن حامل راية الاسلام لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة، وأن تكون حوايج الخلق إليه..
هكذا ينبغي أن تكون كحامل القرآن الذي شرفه الله وكرمه بهذه النعمة التي حرم منها كثير.
وما دمت قد عرفت الداء فإن عليك أن تبادر بعلاجه، فتكثر من تلاوة القرآن واستماعه ودعاء الله تعالى والتضرع له.. ومما يعينك على ذلك صحبة الصالحين والمحافظة على الصلاة في المسجد مع الجماعة والصبر في مجالس العلم والذكر..
وأما ما تفكر به من ترك الصلاة بالناس فلا تفعله أبدا؛ لأن ذلك من وساوس الشيطان ليبعدك بها عن المصلين وأهل الخير وجو العبادة.. حتى ينفرد بك فتتمادى في تلك الأعمال القبيحة..
وللمزيد من الفائدة عن صحة صلاتك وما يتصل بذلك نرجو الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 76144، 9642، 64902، 77308، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم..