الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا المال الحاصل عن طريق العمل في بنك ربوي مال حرام لأنه من كسب حرام، وقد أحسنت – أحسن الله إليك – حين منعت إنفاقه في المنزل خشية أن تطعموا أو تلبسوا من حرام.
والواجب عليك التوبة إلى الله من عملك في بنك ربوي والتخلص من المال الحرام بصرفه في وجوه الخير كالفقراء والمساكين بنية التخلص من المال الحرام لا بنية التقرب إلى الله بالإنفاق في سبيله لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإذا كنتم محتاجين فأنتم أحد وجوه صرفه فلكم دفع الحاجة منه، والذي يظهر أن إنفاق الأخ عليكم ووجود الميراث الذي لم تقسموه مغن لكم عن هذا المال إذا كان الميراث فيه كفاية ويمكن الوصول إليه, فإن كان الأمر كذلك فلا يحل لكم الإنفاق منه على أنفسكم لأنه مال حرام، وقد جاء التحذير من الانتفاع بالحرام فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ، وَقَالَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ. رواه مسلم.
وللمزيد تراجع الفتوى رقم: 67100.
والله أعلم.