الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا لم يكن كذبك على هذا الموظف هو السبب في فصله فنرجو ألا تكون عليك مؤاخذة فيما حصل له في الفصل لأن إنكارك ما قلت لتبرئي نفسك، وهو وإن كان كذبا بالفعل تجب التوبة منه لا يتعين أن يكون سببا للفصل فلعله انضم إليه أسباب أخرى من جهة الموظف.
ثم إننا ننبهك على أنه يتعين عليك البدار بالتوبة من الذنب الذي ذكرت أنه حصل منك والبعد عما يؤدي إليه، كما يتعين استسماح هذا الموظف من الإساءة إليه بكلمة كلب، وينبغي أن تتمني له الخير لأنه أخ مسلم فأحبي له الرجوع لعمله والنجاح في حياته.
أما إن كان كذبك عليه هو السبب في فصله فيجب عليك أيضا -بناء على هذا الاحتمال- أن تتخلصي من حق الموظف بإرضائه عما حصل له من الضرر بسببك، وأن تبيني للمسؤولين حقيقة الأمر فإن ظلمه لك أو لغيرك -على فرض صحته- لا يبرر لك ظلمه.
وننصحك إن لم تكوني مضطرة أن تبحثي عن عمل غير مختلط، فظاهر هذا العمل الذي أنت فيه اختلاط بين الأجانب وأحاديث بينهم، وكل هذا قد تحصل فيه أشياء محرمة توجب البعد عنه، وأما إن كان هناك ضرورة والتزمت بالبعد عن الرجال والتستر وغض البصر وعدم الخلوة بالرجال ومسهم فلا بأس بالبقاء في العمل بقدر تلك الضرورة، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 19233، 28829، 28896، 35079، 72264، 3859.
والله أعلم.