الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق في الفتوى رقم: 4603، بيان أن التوبة النصوح هي المشتملة على الندم على ما سلف من الذنوب والإقلاع عنها خوفا من الله سبحانه وتعظيما له والعزم الصادق على عدم العودة إليها مع رد المظالم إن كان عند التائب مظالم للناس من دم أو مال أو عرض أو استحلالهم منها -أي طلب المسامحة منهم- لقوله صلى الله عليه وسلم: من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. خرجه البخاري.
واعلم أن الضرر الأكبر والأشد خطرا هو عدم ردك للحقوق إلى أصحابها، فعليك أن تقوم برد هذه المبالغ ولو على أقساط ولو بطريقة غير مباشرة، ولا يصح أن تتصدق بها مع التمكن من ردها إلى أصحابها، وعليك أيضا أن تحتاط في عملك حتى لا تتكرر منك هذه الأخطاء.
والله أعلم.