الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنه لا يجوز للرجل الاعتداء على أولاده بالسب والضرب لغير مسوغ شرعي، ومن فعل ذلك فهو آثم، وانظر الفتويين: 107047، 69.
فإذا ابتلي الأولاد بهذا النوع من الآباء أو ابتليت الزوجة بهذا النوع من الأزواج فعليهم أن يصبروا، ولا شك أن للصبر فضائل كثيرة وفيه ثواب عظيم، ويكفي قول الله تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ {الزُّمر:10} ولمزيد الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 18103.
ومما ينبغي التنبه له أنه يجب على الأولاد الإحسان إلى أبيهم مهما أساء إليهم فإن ذلك لا يسقط عنهم بره، وينبغي أن يكثروا من دعاء الله تعالى أن يصلح حاله وأن يكف عنهم شره، وراجع الفتوى رقم: 9647.
وأما سبه الدين فأمره أعظم فيجب مناصحته في ذلك وتحذيره من خطورته وأنه كفر بالله تعالى، فإن تاب وأناب فالحمد لله، وإن أصر عليه فلا يجوز لزوجته معاشرته وتمكينه من نفسها بل يجب عليها السعي في فراقه، وإن اقتضى الأمر رفع القضية إلى المحكمة الشرعية فلتفعل، ولكن كفره لا يسقط عن أبنائه بره، وانظر الفتوى: 2674.
والله أعلم.