الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي الكريم - نور الله قلبك وشرح صدرك - أنه يجب على ابنة عمك أن تلتزم معك الحجاب بشروطه الشرعية؛ كما تلتزمه تماما أمام الغرباء لأنك أجنبي عنها, ومن هذه الشروط أن يكون اللباس واسعاً لا يصف مفاتن المرأة، وأن يكون ساتراً لجميع البدن, وأن يكون غير شفاف, وأن لا يكون زينة في نفسه وأن لا يكون فيه تشبه بلباس الرجال أو البغايا أو الكافرات, وأن لا يكون لباس شهرة، وأن لا يكون مبخراً ولا مطيباً. وكما يجب عليها هي ذلك، فيجب عليك أنت أن تغض البصر عنها وأن لا تخلو بها وأن تعاملها من هذه الناحية كالغريبة إذ هي أجنبية عنك.
هذا هو حكم الله الذي يجب اتباعه في هذا الأمر، وكونكما عشتما طفولة مشتركة أمر مضى, ومرحلة الطفولة الآن قد انتهت وجاءت مرحلة التكاليف الشرعية, ورضا الآباء بهذه الحالة -وهي حالة عدم الحجاب- لا عبرة به لأن العبرة بما يرضي الله جل وعلا.
وأما ما ذكرته من أنك تحب ابنة عمك حبا شديدا وهي تبادلك هذا الحب أيضا فإنا ننصحك بأن تتقدم للزواج منها، فهذا هو الطريق الشرعي الوحيد للعلاقة بين الرجل والمرأة, وبذلك تغلق أبواب الشيطان وتسد منافذ الفتنة, نسأل الله أن ييسر لك الخير وأن يعصمك من الزلل.
والحلم الذي رأيت لا يترتب عليه أثر شرعي من ناحية الإثم.
وللفائدة تراجع الفتاوى رقم: 102901 , 4470 , 49795, 22814.
والله أعلم.