الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاجتماع لتلاوة القرآن بصوت واحد مختلف في مشروعيته، ولكن تحديد وقت معين لتلاوة سورة معينة دون الاعتماد على دليل شرعي يعتبر من البدع الإضافية، فهذه السور المذكورة لا يثبت شيء في تخصيصها بهذه الكيفية، وقد ثبت الترغيب في قراءة الكهف يوم الجمعة ولكن لم يثبت تحديد ذلك بالصباح، وأما الحزب فهو من أوراد بعض الصوفية، والأوراد والعبادات لا تثبت بالمنامات، وبهذا يعلم أن مواظبة الإمام على هذه الأعمال تفيد انحرافه عن منهج أهل السنة وتعلقه ببعض البدع.
وأما سؤالك عن الصلاة خلفه؟ فإن أمكن لك أن تصلي خلف غيره فهو أحسن، وعلى هذا إذا كان في الحي مسجدان أحدهما إمامه على السنة والتقوى، والآخر على البدعة أو الفسق فإنه يصلى خلف الأول ولو كان الأبعد.
مع ملاحظة أنه ينبغي لك الاستمرار في مناصحة هذا الإمام وبيان السنة له بدليلها بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن عسى الله أن يهديه ويستجيب لك. وإذا لم يوجد إمام على السنة فلا تترك الجمعة والجماعات خلف هذا المبتدع لأن من عقيدة أهل السنة والجماعة الصلاة خلف كل بر وفاجر، وقد ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم صلوا خلف الحجاج، وثبت أن الإمام أحمد رحمه الله صلى خلف الجهمية وهي فرقة من أشد الفرق ابتداعا في الدين.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 54397، 69803، 27933، 48361.
والله أعلم