الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه العلاقات مدخل من مداخل الشيطان ليبرر إقامة علاقات بين الشباب والفتيات بحجة الزواج، فتكون العلاقة أولا كلاما بالمعروف، ثم بعد ذلك يأخذ الكلام اتجاها آخر بحجة زيادة التعرف تمهيدا للزواج، ثم قد يكون لقاء بعد ذلك إلى آخر هذه الخطوات الشيطانية التي حذرنا الله سبحانه منها والتي قد تنتهي بالوقوع في الفاحشة والعياذ بالله. قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21}.
والإسلام لا يعرف مثل هذا النوع من العبث واللهو بأعراض المسلمين، فمَن يُرد الزواج فعلاً فهناك طرقه الشرعية من النظر إلى من يريد خطبتها ثم القيام بخطبتها من وليها، وفي فترة الخطوبة يتم التعارف بين الاثنين في وجود الأهل والمحارم وبدون خلوة.
فعليكِ أن تتوبي إلى الله توبة صادقة من علاقتك وكلامك مع هذا الشاب، وتقطعي كل علاقة لك به قبل أن تندمي حيث لا ينفع الندم مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة لعل الله أن يغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات، فقد قال الله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً {الفرقان: 70}. وأيقني أن التصبر والتعفف يجازي الله تعالى عليهما بالعفة والصبر؛ كما في الحديث: ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر. رواه الشيخان.
وإن كان الرجل جادا في رغبته في الزواج فليتوجه إلى وليك ويتقدم للزواج منك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجة وغيره وصححه الألباني، ولا مانع من التعرف عليك ولكن تحت سمع وبصر أهلك وفي وجود محرم لك. وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 94856، 1932.
والله أعلم.