الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتفوق في الدراسة نعمة يجب أن تشكر، وما ذكر من نشر صور الفتيات المتفوقات في الصحف لا يخلو من أحد حالين:
أولا: أن تكون الفتيات صغيرات لم يبلغن بعد، وتكون الصورة غير مثيرة للفتنة، فالأولى في هذه الحالة عدم نشر هذه الصورة للخروج من الخلاف في حكم الصور الفوتوغرافية، فهي موضع خلاف بين المتأخرين، فمنهم من منعها ومنهم من أجازها. والاحتياط الامتناع من ذلك، لأنه من المتشابهات، ومن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، لاسيما إن لم تكن هناك مصلحة شرعية أو حاجة تدعو إلى ذلك.
ثانيا: أن تكون الفتيات بالغات، فلا يجوز إظهار صورهن هكذا في الصحف، لما فيه من تسهيل النظر للمرأة التي لا تحل للناظر لكونها أجنبية عنه، ولا يجوز لولي أمر هؤلاء الفتيات تمكين الصحف من التقاط صورهن ونشرها على الملأ، وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا رواه البخاري ومسلم.
وترك الرجل صور بناته ونسائه في الصحف السيارة ينظر إليهن كل رجل وشاب فيه شيء من الدياثة، فالديوث هو الذي يقر الخبث في أهله ولا يغار عليهم، قال ابن الأثير: الديوث هو الذي لا يغار على أهله، وكذا قال ابن منظور في لسان العرب.
وقال العلامة علي القاري: والديوث الذي يقر أي يثبت بسكوته على أهله أي من امرأته أو جاريته أو قرابته الخبث أي الزنا أو مقدماته، وفي معناه سائر المعاصي كشرب الخمر وترك غسل الجنابة ونحوهما، قال الطيبي: أي الذي يرى فيهن ما يسوءه ولا يغار عليهن ولا يمنعهن فيقر في أهله الخبث. مرقاة المفاتيح 7/ 241.
وقد قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ وَالدَّيُّوثُ رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 56653، 68469، 66035، 680، 28221.
والله أعلم.