الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاستفسار من الأم وقبولها والعلم بعدم ممانعة الأب لا يكفي بل لا بد من تولي الولي للعقد أو حضوره أو توكيله لغيره لينوب عنه، فإن كان العقد قد تم دون الولي كما هوالظاهر فهو عقد باطل ولا بد من تجديده وفق الشروط والضوابط الشرعية من وجود ولي وشهود ومهر وغيرها، ومسألة تعذر الشهود غير متصورة إذ يمكن التوكيل بإجراء العقد في أي مكان به شهود إذا كان الزوجان بمكان لا شهود فيه، فإن لم يمكن ذلك لزم الانتظار حتى يوجد الشهود، وإذا كانت المرأة قد حملت من ذلك الزواج الباطل فيدرأ عنها الحد ويلحق الولد بالزوج لاعتقادهما صحة نكاحهما وتستحق بالدخول المهرالمسمى، ويجب على الزوج الكف عنها كما يجب عليها هي ذلك لأنه مفسوخ عند الجمهور, وتكون معاشرتهما قبل تجديد العقد محرمة، وللوقوف على تفصيل ذلك انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75530، 1766، 23412، 591، 17568.
والله أعلم.