الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فعلى من عنده شيء من العلم أن يحرص على تعليمه كلما وجد فرصة لذلك، ومن أعظم الفرص أن يجد من يسأله عن شيء، وقد ذكر أهل العلم أن العالم إذا سأله مكلف في قضية نازلة ولم يخش من الإخبار به مفسدة راجحة أو ضرراً معتبراً شرعاً، فإنه يجب عليه أن يفتيه بما يعلم فيها من الحق، فإن لم يفعل عد ذلك من كتم العلم المحرم شرعاً الملعون فاعله، فقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ* إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {البقرة:159-160}، وفي الحديث: من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة. رواه أحمد والترمذي والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.
وقد نظم بعض أهل العلم شروط وجوب الفتوى فقال:
وعارف مكلف قد سأله * مكلف عن الذي يجب له
سائله خاف فوات النازلة * حتم عليه أن يجيب سائله
ثم إنه يتعين على الأمة أن تتعاون على دفع الشبه التي يوردها أعداء الإسلام وأن ترد عليهم وتبطل تلك الأكاذيب لعل الله أن يجعل ذلك سبباً لهداية الكفار المفترين على الإسلام، وسبباً في ثبات عوام المسلمين على الدين، ويتعين كذلك على العوام أن يبتعدوا عن الاطلاع على كلام المفترين على الإسلام لئلا تنطلي عليهم شبههم، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 26934، 63350، 2424، 56402، 61074، 75780، 80250، 103203.
والله أعلم.