الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من آكد الواجبات على المرء بر الوالدين والإحسان إليهما, وخصوصاً إذا بلغا الكبر، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}، وما ذكرتيه -أختي السائلة- من مشاجرتك مع أمك، وعدم صبرك عليها بالقيام على خدمتها كان تصرفاً غير مقبول، ويتنافى مع أوامر الشرع، ومن العجيب مع كل هذا أن أمك هي التي طلبت منك المسامحة عند وداعها، فعليك أن تبادري إلى التوبة والندم على ما صدر منك والاستغفار، وأن تكثري من الطاعات والنوافل عسى أن يكون في ذلك كفارة لما صدر منك.
وعليك أن تكثري من الدعاء لأمك بالرحمة والمغفرة، وراجعي في بر الوالدين بعد وفاتهما الفتوى رقم: 7893... ونسأل الله تعالى أن يتجاوز عنك.
والله أعلم.