الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود من سؤالك أنك تخبرين زوجك بمرض هذه المرأة التي تشكين في علاقته بها، فإنا لا ننصحك بسلوك هذا الطريق -وهو طريق الكذب- لمنع الزوج من الوقوع في الحرام المظنون، بل المتوهم من جهتك, خصوصا وأنت تقولين مرة: ارتابت، وتقولين مرة أخرى: إن شكت في علاقته بأخرى، فالأمر دائر بين الارتياب والشك, والله عز وجل يقول: وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا { يونس:36}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وغيره: إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث. صححه الألباني, أفمن أجل أمر لم يتعد مرحلة الشكوك نقع في جملة من المحظورات أولها: الكذب. وثانيها :التشويش على سمعة امرأة ربما كانت بريئة فتضررت بهذه الشائعة بالغ الضرر، بل ومن المؤكد أن هذا الأمر لو انتشر فإنه سيفسد عليها حياتها وسيمنعها من الزواج والاستقرار وكثير من المنافع.
وثالثها: لو اكتشف زوجك أنك كذبت عليه -وهذا وارد- فإن هذا سينشئ صدعا في العلاقة بينكما لأن العلاقات الأسرية قائمة على الوضوح والثقة, وإذا نزعت منها الثقة تحولت الحياة إلى جملة من الشكوك والوساوس وباض فيها الشيطان وفرخ, وصار كل من الزوجين يسيء الظن بصاحبه ويتهمه في أقواله وأفعاله، وهذا فيه من الفساد للأسرة ما فيه.
ومع ذلك فحتى لو كان الأمر كما تقولين فالذي أقدم على الحرام وفعله وسقطت هيبة الله من قلبه لن يرتدع بمثل هذا، بل إذا انسد في وجهه هذا الباب, فإنه سيذهب لطلب الحرام في مكان آخر، فينبغي عليك أن تحاولي استصلاحه ورده إلى طريق الله سبحانه وإدامة النصح له، ثم أيضا اجتهدي في أن تؤدي حقوقه كاملة من الزينة والطاعة وحسن التبعل, فكم من الأزواج ذهبوا للممنوع بسبب إهمال زوجاتهم, وتفريطهن في الحقوق من زينة وغير ذلك.
وأما إن كان المقصود من سؤالك أنك تخبرينه عن مرضك أنت بهذا المرض فهذا أيضا لا يجوز لما فيه من الكذب ولأن له عليك حقا ما دام زوجك, فربما امنتع بسبب ذلك عن معاشرتك ولأن الأمر كما قلنا سابقا لا يتعدى مرحلة الشكوك والارتياب فلا تلتفتي إليه.
وفقنا الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه .
وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3809, 14729, 60943.
والله أعلم.