الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
نسأل الله أن يتوب عليك وأن يوفقك لسلوك الطريق المستقيم، فاليمين التي حلفت عليها هي يمين كاذبة، وتسمى باليمين الغموس ولا كفارة فيها عند جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة سوى التوبة وتجب الكفارة عند الشافعية وابن حزم وهو رواية عن أحمد، فعليك أن تستغفر وتتوب إلى الله وتكثر من العمل الصالح لعل الله أن يتوب عليك. وإن أردت إخراج الكفارة عن يمينك من باب الاحتياط فلا بأس وهو عمل صالح لن يضيع.. ونلفت انتباهك إلى أن الرشوة حرام أيضاً بل ومن الكبائر لما في الحديث عن عبد الله بن عمرو قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.. وقال: حسن صحيح، وابن ماجه وصححه الألباني.
وأما الرشوة التي يتوصل بها المرء إلى حقه أو لدفع ظلم أو ضرر فغير داخلة في هذا اللعن ويكون الإثم على المرتشي دون الراشي، وقد سبق تفصيل ذلك في فتاوى أخرى... وعليك التوبة إلى الله واللجوء إليه ولا تيأس من وصول الرزق إليك، فإن رزقك مكتوب قبل أن توجد، ولكن عليك السعي وبذل الأسباب المشروعة ومن أعظمها الندم على ما فات والتوبة وتقوى الله فيما سيأتي، فقد قال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا {الطلاق:5}، ونسأل الله أن يوفقك للتوبة وعدم العود إلى مثل هذه الأفعال الموبقة، وانظر في كفارة اليمين الفتوى رقم: 26595، وللمزيد من الفائدة راجع في ذلك الفتوى رقم: 29633، والفتوى رقم: 33977.
والله أعلم.