الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننبه إلى أن الخطبة مجرد وعد بالزواج، وحكم المخطوبة بالنسبة للخاطب ما دام لم يعقد عليها لا يختلف عن حكم أي فتاة أجنبية عنه، فلا يحل له الخلوة بها، ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وإنما ينبغي أن يتقيد ذلك بقيود الكلام مع الأجنبية فلا يكون إلا للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة من الخلاعة والليونة وإزالة الكلفة.
ثم إن الاستخارة تقتضي ترك الإنسان اختياره لله، وتفويض الأمر إليه، فيمضي في الأمر، بعد الاستخارة فإن كان خيراً يسره الله له، وإن كان شراً صرفه الله عنه، وإن كان بعض العلماء قد ذكر أن الإنسان يفعل ما ينشرح صدره له بشرط أن يكون الانشراح ليس نابعاً من هوى ، ولكن الراجح عندنا أن الإنسان يمضي في الأمر ولو لم ينشرح له.
أما ما تشعر به الفتاة من ضيق وألم ، فنحن لا نعرف الأسباب التي جعلت خطيبتك تشعر بعدم الارتياح ، فربما كان هناك أسباب لذلك، إن صلاة الاستخارة لا تسبب ألما ولا اضطرابات نفسية.
وأما إذا لم يكن هناك أسباب لهذا فربما كان ذلك بسبب سحر ، وعلاجه يسير بإذن الله ، وأساس ذلك التوكل على الله والثقة به ، والمحافظة على الأذكار اليومية، ولا بأس بعرضها على من عرف بالرقية الشرعية.
علما بأن الذنوب سبب المصائب والبلاء ، ورفع ذلك يكون بالتوبة الصادقة.
والله أعلم.