خلاصة الفتوى:
ذكر أهل العلم أن أهل الجاهلية كانوا يصنعون الأصنام من كل شيء، وربما صنعوها من التمر، فإذا جاعوا أكلوها، ولم نقف على قصة مفصلة لشخص معين كان يفعل ذلك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من فضل الله تعالى على الناس أن أرسل إليهم الرسل ليرشدوهم إلى طريق الخير ويصححوا مفاهيمهم وعقائدهم.. وقد جاء هذا الدين العظيم والبشرية كلها في أمس الحاجة إليه ؛ فمنهم من كان يعبد البشر ومنهم من كان يعبد الحجر..
وكان جل عرب الجزيرة يعبدون الأصنام ويصنعونها من كل شيء حتى من الأشياء التافهة، يصور لنا بعض ذلك أبو رجاء العطاردي- رضي الله عنه- فيقول كما في صحيح البخاري وغيره "كُنَّا نَعْبُدُ الْحَجَرَ فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا هُوَ أَخْيَرُ مِنْهُ أَلْقَيْنَاهُ وَأَخَذْنَا الْآخَرَ، فَإِذَا لَمْ نَجِدْ حَجَرًا جَمَعْنَا جُثْوَةً (كومة أو كثبة) مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ جِئْنَا بِالشَّاةِ فَحَلَبْنَاهُ عَلَيْهِ ثُمَّ طُفْنَا بِهِ.."
ونقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن القرطبي قوله " إن أهل الجاهلية كانوا يعملون الأصنام من كل شيء حتى أن بعضهم عمل صنمه من عجوة (تمر) ثم جاع فأكله"
ولم نطلع على مصدر معتمد، يسمي شخصا بعينه كان يعفل ذلك، إلا ما نقل عن بعض كتب الوعظ والتاريخ من أنه عمر، ولم نجد ما يثبت ذلك بعد البحث. وصدق الله العظيم حيث يقول: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ {الجمعة:2}.
والله أعلم.