الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أخي السائل أن الحب أنواع كما فصلناه في الفتوى رقم: 5714، والفتوى رقم: 8663، ومنه الحب الواجب: كحب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وحب أهل الإيمان، ومنه المباح: كحب الرجل أهل بيته، ومن النوع الذي لا يؤاخذ عليه وهو ما إذا قذف الله حب امرأة في قلب رجل فاتقى الله وغض بصره عنها أوتزوجها إذا تيسر له ذلك. ومنه ما هو محرم: كحب الكافرين وكحب الرجل المرأة الأجنبية عنه وهوما يعرف الآن بالعلاقة العاطفية بين الفتيان والفتيات، والأدلة على تحريم هذا النوع من الحب كثيرة من الكتاب والسنة منها قول الله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:30- 31}، ووجه الدلالة أن الحب المشار إليه غالبا ما ينشأ عن عدم غض البصر وهو يؤدي أيضا إلى عدم حفظ الفرج والوقوع في الخلوة المحرمة ثم الوقوع في الفاحشة، ومن الأدلة قول النبي صلى الله عليه وسلم: واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم ، ووجه الدلالة أنه حذرنا من فتنة النساء. ولا شك أن حب النساء يعتبر من فتنتهن، وكذا قوله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم.
فهذا يدل على أن الحب ضرر وكل النصوص الشرعية من الكتاب والسنة الدالة على تحريم الفاحشة والدالة على سد الطريق الموصل إليها هي أدلة على تحريم هذا النوع من الحب لأنه طريق إلى الفاحشة وسبب لاتنشارها وشيوعها في المجتمع.
والله أعلم.