الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الكلام بهذا اللفظ ليس حديثا نبويا فيما نعلم وإنما يروى عن بعض السلف، فقد نسبه ابن العربي في تفسيره لإبراهيم ابن أدهم، ولكن معناه صحيح، فقد ثبت في الحديث: إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني، وقد روي حديث آخر بلفظ: ما ترك عبد شيئا لله لا يتركه إلا له إلا عوضه الله منه ما هو خير له منه في دينه ودنياه، ولكن هذا الحديث ضعفه أهل العلم، وقال الألباني: إنه موضوع.
أما التعويض فهو كما يقدره الله تعالى، فقد يكون في الدنيا، وقد يكون في الآخرة، وقد يكون فيهما.
وينبغي للعبد أن يحسن الظن بالله تعالى ويعلم أن ما يختاره الله له خير من اختياره لنفسه، فنسأل الله تعالى أن نكون ممن يعوضهم في الآخرة أكثر من الدنيا لأن الله تعالى يعطي الدنيا لمن أحب ولمن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا لمن أحب من أهل الإيمان والتوحيد، جعلنا الله عز وجل من أهلها.
والله أعلم.