الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاستخارة إنما شرعت وندب إليها عند إرادة قصد الأمر المباح، لا أنها وسيلة للاطلاع على ما سيقع، ولعلك تهدفين هنا إلى استشراف المستقبل، فالحذر من التمادي في مثل هذه الوجهة، فهي تصب في مستنقع الكهنة والعرافين، وتهوي بصاحبها مهاوي الزيغ والارتداد، لأن الغيب استأثر الله بعلمه، والتعلق بمعرفته مفض إلى الخروج عن الملة، لأن علم الغيب من خصوصيات علام الغيوب.
ودعواه تستلزم تكذيب القرآن الكريم، قال تعالى: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل:65}، وقال جل وعلا: فلما خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ {سبأ:14}، ومن هذا يتبين لك أنه ليس من المشروع صلاة الاستخارة لتحديد وقت الولادة، ويمكنك مراجعة الأمور التي تشرع لها الاستخارة في الفتوى رقم: 79239.
والله أعلم.