الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمسجد الأقصى هو مسجد بيت المقدس، وهو أولى القبلتين، وثاني مسجد بني في الأرض، وثالث أفضل المساجد على الإطلاق، وهو وما حوله مكان مقدس مبارك بنص القرآن، قال تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير{الإسراء: 1}.
وقال على لسان موسى: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ {المائدة: 21}.
وقال سبحانه: وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ. {الأنبياء: 71}.
وثبت أن أَبَا ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ. قَالَ: قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى. قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَ؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً. رواه البخاري ومسلم.
ومما يبين فضائله قوله صلى الله عليه وسلم: لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى. رواه البخاري ومسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: إنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خِلَالًا ثَلَاثَةً، سَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ فَأُوتِيَهُ، وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَأُوتِيَهُ، وَسَأَلَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حِينَ فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ أَنْ لَا يَأْتِيَهُ أَحَدٌ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ فِيهِ أَنْ يُخْرِجَهُ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. رواه النسائي وصححه الألباني.
ويروى في مضاعفة أجر الصلاة فيه أحاديث، فيها وفي قدر هذه المضاعفة خلاف بين أهل العلم، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم :36190 ، والفتوى رقم: 6879. وسبق أيضا الكلام على المسجد الأقصى ومكانته وتاريخ بنائه، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 75923، 17825، 18123 ، 3286، 71317.
وأما قضية فلسطين، هل هي عربية أم إسلامية؟ فلا شك أنها إسلامية، بمعنى أن المسلمين عربا أو غير عرب معنيون بها وعليهم أن يسعوا في تحريرها ورفع الظلم عن أهلها، مع الوعي الكامل بفضيلة هذه البقعة على غيرها، وأن المسلمين هم أصحاب الحق فيها دون غيرهم، وأنه ليس لليهود ولا غيرهم فيها حق. وأن يربوا أبناءهم على ذلك،. والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
والله أعلم.