الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعلته صواب من انتظارك بعد البول جفاف المحل وانقطاع نزول تلك القطرات، ثم الوضوء والصلاة ولو بعد فوات الصلاة جماعة، وما تشعر به ليس بسلس إذا كان البول ينقطع وقتاً يتسع للوضوء والصلاة، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 103985، والفتوى رقم: 66094.
ودخول وقت الصلاة ليس بشرط في صحة الوضوء، وعليه فلا مانع من الوضوء قبل دخول الوقت، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 30755.
وإذا توضأت بعد انقطاع البول فلا مانع أن تكون إماماً للناس خصوصاً إذا كنت حافظاً لكتاب الله تعالى، والمسح على الشُراب جائز بشروط، فقد تقدم بيانها في الفتوى رقم: 5345.
وبالتالي فإذا مسحت عليهما بعد الوضوء للصلاة -مع توفر شروط المسح- فلك المسح عليهما في الوضوء للفريضة التي بعدها ولو صدر منك ما يبطل الوضوء الأول، ولك أن تصلي بالوضوء الواحد فريضتين أو أكثر إذا لم يحصل ما يبطله، لكن المستحب في حقك تجديد الوضوء لأداء الفريضة الثانية كما هو مذهب جمهور أهل العلم، وراجع للتفصيل في ذلك الفتوى رقم: 6645...
وما يعفى عنه من البول وفقاً لأحكام المذاهب الأربعة فقد تقدم بيان ذلك في الفتوى رقم: 53344 فراجعها.
والاستجمار بالحجارة لا يجزئ إلا مع تنقية المحل من البول ولا يجزئ مع بقاء بعض البول، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 56225.
ومن المعروف عن الصحابة رضوان الله عليهم الحرص على إتقان الاستنجاء والتنزه من البول والمحافظة على الطهارة التي هي شرط أساسي من شروط الصلاة، ولم يكونوا يتهاونون بمثل هذا الأمر خصوصاً وأنهم يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد في ذلك، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 70011.
والله أعلم.