الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قرن الله تعالى وجوب التعبد له بوجوب البر بالوالدين في العديد من الآيات الكريمة، منها قوله تعالى: وَقَضَى رَبكَ أَلا تَعبدواْ إِلا إِياه وَبِالوَالِدينِ إِحسَانا {الإسراء: 23}.
وقوله تعالى: وَإِذْ أَخَذنا مِيثَاق بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلا اللهَ وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {البقرة: 83}.
وبذلك يهيج القرآن مشاعر الأبناء حتى لا ينسوا جهد الآباء، ويصبوا كل اهتمامهم على الزوجات والذرية.
وعلى ذلك فما قررته أخي السائل من تلبية أمر أبيك بالانتقال إليه والمقام معه حتى تكون معه في ظروفه هذه وتساعده في أمر أخواتك المعاقات، هو الصواب إن شاء الله، طالما أن هناك بابا من أبواب الرزق متاحا لك حتى لو وجدت بعض الصعوبة والمشقة بسبب هذا الانتقال، وننصحك بالاجتهاد في البحث عن عمل لك في المكان الذي يعيش فيه أبوك وأخواتك، وكن على يقين أن الله سبحانه واسع عليم، وأن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وأنه سبحانه شكور يشكر العمل الصالح ويقبله ويجزي فاعله عليه، فكن على يقين من سعة فضل ربك, نسأل الله سبحانه أن يفتح لك أبواب البر وصلة الأرحام والرزق الحلال.
وللفائدة يرجى مراجعة هاتين الفتويين: 36148، 28344.
والله أعلم.