الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمذهب الإمام مالك رحمه الله تعالى كان سائدا منذ عدة قرون في بلاد الأندلس والمغرب الأقصى، فقد انتشر هناك بواسطة يحيى بن يحيى الليثي تلميذ الإمام مالك الذي روى عنه كتاب الموطأ قال عنه الذهبي في كتابه: العبر في خبر من غبر عن سنة 234 هجرية: انتهت إليه رياسة الفتوى ببلده، وخرج له عدة أصحاب وبه انتشر مذهب مالك بناحيته، وكان إماماً كثير العلم، كبير القدر وافر الحرمة، كامل العقل كثير العبادة والفضل. انتهى.
وقال القاضي عياض في ترتيب المدارك وتقريب المسالك متحدثاً عن المذاهب الفقهية: وسرت جميع هذه المذاهب في الآفاق فغلب مذهب مالك على الحجاز والبصرة ومصر وما والاها من بلاد أفريقية والأندلس وصقلية والمغرب الأقصى إلى بلاد من أسلم من السودان إلى وقتنا هذا. انتهى... فتبين مما سبق أن مذهب الإمام مالك كان هو السائد في الأندلس والمغرب الأقصى فلا عجب أن ينتشر في الجزائر ويتبعه الناس فيها دون غيره من المذاهب الأخرى التي لم تنتشر هناك.
والله أعلم.