الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يجعل لك من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً، وعليك أخي السائل أن تصبر حتى يغنيك الله، قال الله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33}، وعليك بالإكثار من الصيام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. وكان الواجب على أبيك أن يزوجك إن كان يستطيع ذلك، ولأنه قد زوج أخويك، فكان الواجب عليه من باب العدل بين الأبناء أن يسعى في تزويجك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أبنائكم.
ويضاف إلى ذلك أن بعض أهل العلم يوجب على الأب تزويج ولده المحتاج لذلك، وتراجع في ذلك الفتوى رقم: 73499...
وعليه؛ فيكون الوالد غفر الله له آثماً بسبب جوره في حقك على قول الجمهور، وآثماً لتركه لتزويجك مع قدرته عليه على قول من يقول بوجوبه.
أما زواج المسيار فلا يحقق كل المقاصد المرجوة من الزواج عن بناء أسرة وتكوين أولاد إلى آخر مقاصد النكاح مع أنه يحقق جانب الإعفاف وهو جانب مهم، وعليه فهو حل لمن كان يريد الإعفاف فحسب.
وننبه إلى أنه يجب أن يتوفر في زواج المسيار جميع الأركان والشروط المطلوبة في عقد النكاح، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 3329.
والله أعلم.