الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على استجابتك لأمر ربك وأمر رسوله، وترك الاحتفال بما يسمى بعيد الزواج، فهذه التسمية ما أنزل الله بها من سلطان، ولم يشرع لنا في ديننا إلا عيد الفطر وعيد الأضحى، فمحاولة الاحتفال بعيد ثالث ما هي إلا مسارعة في التشبه بالكافرين من أهل الكتاب الذين نهينا عن التشبه بهم وأمرنا بمخالفتهم، فقال صلى الله عليه وسلم: خالفوا المشركين. متفق عليه.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لاتبعتموهم. رواه البخاري ومسلم.
فمن اتبع هؤلاء فيما سنّوه من أعياد أو مناسبات أو تشبه بهم فهو منهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم. رواه أبو داود.
أما بالنسبة لزوجتك – هداها الله – فينبغي لك أن توضح لها -بالحكمة واللين - الحكم الشرعي في مثل هذه الاحتفالات، وتبين لها أن هذا من البدع والمنكرات وأنها مشاقة لله ورسوله، ومؤازرة لأعداء الله من أهل الكتاب من اليهود الذين غضب الله عليهم والنصارى الذين ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل.
وينبغي لك مع هذا أن تدفع زوجتك لتعلم أمور دينها من عقيدة وأحكام وغير ذلك، فأنت أخي المسؤول عنها أمام الله سبحانه، وقد قال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا {التحريم:6} قال علي رضي الله عنه في هذه الآية: أدبوهم وعلموهم.
وروى البخاري وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته.
ويمكنك أن تهدي زوجتك وتهب لها من الهبات ما تشاء ولكن في غير هذه المناسبات إما في أعياد المسلين وإما بغير مناسبة.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه وثبتك على طريق الهداية.
وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 36383.
والله أعلم.