الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن رفضك لهذا الشاب لعدم التزامه بدينه لهو من علامات التقوى، ومن دلائل الرشد، وذلك من فضل الله عليك، فإن اختيار الزوج الصالح من أسباب سعادة المرأة في الدنيا والآخرة، ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ولي المرأة أن يتخير لها صاحب الدين والخلق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن وماجه والترمذي وصححه الألباني.
فإذا كان هذا الشاب قد تغير وأصبح مرضي الدين والخلق بشهادة من يعرفه ويعرف حاله فلا مبرر لرفضه، فإن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
ولا يشترط أن يكون هذا التغير قد أوصله إلى درجة الكمال في الدين والخلق، ولكن يكفي أن يصبح مرضي الدين والخلق في الجملة وإن كان فيه نقص في بعض الجوانب.
أما إن كان لا يزال غير مرضي الدين والخلق في الجملة فلا ننصحك بقبوله حينئذ ولو ظننت أنه سيتغير في المستقبل لأن الاعتبار في قبول الخاطب بحاله في الحاضر لا بما مضى ولا بما سيأتي، فالمستقبل علمه عند الله وحده.
والله أعلم.