الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أنك تعلم أن هذه الدنيا دار اختبار وابتلاء وامتحان، كما قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ً {الملك:2}. وقال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ { الأنبياء:35}.
والمؤمن يوقن أن ذلك كله له فيه الخير عند الله تعالى، ورفع درجاته في الآخرة، ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كان له بها أجر.
وقال صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم.
ولذلك فإن عليك أن تبعد عن نفسك الأفكار الفاسدة، وتعلم أن الله تعالى لا يفعل بعبده المؤمن إلا خيرا، علم ذلك أو لم يعلمه؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط .
والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى هو تقوية إيمانك وزيادته بزيادة ذكر الله تعالى والثقة به، والمحافظة على ما افترض الله تعالى وزيادة أعمال الخير والطاعات.. والابتعاد عن الأفكار السيئة، ومما يعينك على ذلك ما أشرت إليه من النظر والتأمل في حال من هو دونك، ومن هو أشد منك بلاء وأعظم مصيبة؛ وهو ما أرشد إليه النبي- صلى الله عليه وسلم- فقد صح عنه أنه قال: انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ان لا تزدروا نعمة الله. رواه مسلم وغيره.
هذا ونسأل الله أن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه. وللمزيد انظر الفتويين : 27082، 73589 .