الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفتور ظاهرة طبيعية لا يسلم منها أحد، إلا من عصمه الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل عمل شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل. رواه البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع.
كما أن المقرر عند أهل السنة أن الإيمان يزيد وينقص، وعلاج الفتور يكون بالاعتصام بالله والتضرع إليه والإلحاح في الدعاء بصلاح القلب، والحرص على الرفقة الصالحة والبيئة الإيمانية، وتجنب صحبة الغافلين وبيئة المعاصي واللهو، وكثرة ذكر الموت وما بعده، والتفكر في آيات الله ومعرفة نعمه، والاستعانة بالله، وتقوية الصلة به بكثرة الذكر والدعاء.
وأما سؤالك هل يمكن أن يرزقني الله بزوج صالح رغم معصيتي، فالجواب: نعم، لا سيما إذا كنت غير مصرة على المعصية ولا مستهينة بها، مع المسارعة إلى التوبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم.
وينبغي أن تحسني الظن بربك فإن رحمته واسعة وكرمه عظيم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع.
فالذي ننصحك به أنه ما دام هذا المتقدم على دين وخلق فلا تترددي في قبوله بعد الاستشارة والاستخارة، والمبادرة بالتوبة الصادقة وتحصيل أسباب زيادة الإيمان وعلاج الفتور، والحذر من اليأس والتسويف.
والله أعلم.