الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يعافيك وأن يرزقك الذرية الطيبة، ثم لا شك أن للحسد والإصابة بالعين أثراً شديداً بقدر الله، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 16755.
فمن الممكن أن يكون الحسد أو العين هو سبب المشكلة المذكورة في السؤال، وإذا كان كذلك فما ذكرته السائلة من حالها، من أنها مؤمنة بالله وبقضائه وقدره، وأنها دائماً تقرأ القرآن والرقية الشرعية وتصلي وتدعو، فهذا هو العلاج بإذن الله، فحاولي أن تحسني أداء هذه الطاعات العظيمة بحيث يتواطأ فيها القلب مع اللسان والبدن، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ. رواه الترمذي وأحمد وحسنه الألباني.
فلا بد عند قراءة القرآن والرقية والصلاة والدعاء من حضور القلب حتى يتم الانتفاع بذلك، فداومي على أداء هذه الطاعات، ولا تيأسي من روح الله، ولا تتعجلي الإجابة، وقد سبق بيان علاج الحسد والعين في الفتوى رقم: 24972، والفتوى رقم: 3273.
وينبغي أن تنتبه السائلة إلى أن كون الحسد أو العين هو سبب هذه المشكلة لا يتعدى كونه مجرد احتمال قد يصيب وقد يخطئ، فهناك أسباب أخرى محتملة ككونه مرضاً عضوياً خفياً مثلاً، وقد لا يكون هناك سبب على الإطلاق والمسألة فقط مسألة وقت إلى أن يشاء الله سبحانه حدوث الحمل.
وعلى أية حال فما تقوم به السائلة من الدعاء والصلاة والرقية أمور نافعة بغض النظر عن سبب المشكلة، ثم ما ذكرته السائلة من قراءة سورة مريم رجاء الإجابة فليس هذا من الهدي النبوي في الدعاء، وأما إن كانت السائلة تعني أنها تقرؤها لتتذكر ما فيها من عظيم قدرة الله على خلق ما يريد ورزق من شاء بما شاء، حيث رزق عبده زكريا بالولد الصالح والنبي الصالح يحيى عليهما السلام، مع كونه قد بلغ من الكبر عتياً وامرأته كانت عاقراً، وأنه رزق مريم عليها السلام ولداً دون أن يكون لها زوج، فتكون قراءتها لهذه السورة مما يقوي رجاءها في رحمة الله وفضله، فلا بأس بذلك إن شاء الله.
والله أعلم.