الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يتجاوز عن جدتك فيما ارتكبت من مخالفات تمثلت فيما يلي :
1- عدم العدل بين أبنائها في الهبة، والراجح أن العدل بين الأبناء في الهبة واجب؛ لما في الصّحيحين عن النّعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: وهبني أبي هبةً فقالت أمّي عمرة بنت رواحة رضي الله عنها : لا أرضى حتّى تشهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول اللّه: إنّ أمّ هذا أعجبها أن أشهدك على الّذي وهبت لابنها، فقال صلى الله عليه وسلم: يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟ قال : نعم. قال : كلّهم وهبت له مثل هذا ؟ قال: لا. قال: فأرجعه.
وفي رواية قال: اتّقوا اللّه، واعدلوا بين أولادكم. وفي رواية أخرى: لا تشهدني على جور. إنّ لبنيك من الحقّ أن تعدل بينهم. وفي رواية: فأشهد على هذا غيري.
2 – وصيتها أن لا يعلم أبناؤها الذكور شيئا عن مالها لما تستلزمه تلك الوصية من حرمانهم من الإرث الذي أوجبه الله لهم .
وبناء على هذا؛ فإنه يحرم تنفيذ وصيتها لما فيها من المخالفة الشرعية الواضحة، وما وهبته لبناتها يعتبر تركة يرثها كل الورثة لما اشتملت عليه الهبة من جور، ولعدم حوزهن -فيما يبدو- لهذه الهبة حتى ماتت الواهبة.
والله أعلم.