الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نقل ابن الصلاح أن الأمة اتفقت على التلقي بالقبول لما أسند في الصحيحين، فما ثبت فيهما مسندا لا يمكن رده بالعقل والرأي، وقد بينا تفصيل القول في ذلك في الفتوى رقم: 43428، والفتوى رقم: 99615.
كما بينا مسألة فتح القسطنطينية في الفتوى رقم: 46524.
وحديث ذي الخلصة حديث صحيح لا مطعن فيه، وقد رواه غير الشيخين بأسانيد صحيحة، وقد حمله كثير من المحققين على الوقوع في آخر الزمن قبل قيام الساعة بعد ما تأتي الريح فتقبض أرواح المؤمنين ولا يبقى إلا شرار الناس.
وهذا الحديث من الأحاديث التي تدل على رجوع الناس في آخر الزمان للشرك ويؤيده ما في الحديث: لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتى الأوثان. رواه أحمد والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى، فقلت يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، أن ذلك تام، قال إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي كل من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم...
وأما السؤال عن دوس الآن فمن المعلوم عند أهل الأنساب أن دوسا ينتسبون إلى دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران، وقبيلة زهران موجودة الآن بكثرة في الجزيرة العربية.
وأما التعبير باضطراب الأليات فالمراد به الازدحام في الطواف عند هذا الصنم.
وراجع شرح ابن بطال لصحيح البخاري وشرح ابن حجر له.
وليعلم السائل أن الطعن في مثل هذه الأحاديث يعتبر طعنا في أصل الشريعة نفسها لأن نقلة هذه الأحاديث هم من وثقت الأمة بما نقلوه في الصلاة والصيام وسائر أبواب الشرع وقدمت أحاديثهم على ما سواها، فليتب إلى الله وليبتعد عن مثل هذه التوجهات.
والله أعلم.