الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فغلبة الدين تعني كثرته واستيلاءه خصوصاً مع المطالبة به والعجز عن قضائه، وقهر الرجال بمعنى غلبتهم وقهرهم، وجاء في بعض روايات الحديث وغلبة العدو، وفتنة المحيا ما يعرض للإنسان من شهواتها وابتلاءاتها مع عدم الصبر ونحو ذلك، وفتنة الممات قيل هي فتنة الموت وقيل فتنة القبر وقيل عند الاحتضار ووقت خروج الروح.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: ومعنى فتنة المحيا والممات الحياة والموت واختلفوا في المراد بفتنة الموت فقيل فتنة القبر وقيل يحتمل أن يراد بها الفتنة عند الاحتضار. انتهى.
وقال المناوي في فيض القدير: (ومن فتنة المحيا) بفتح الميم ما يعرض للمرء مدة حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها والجهالات أو هي الابتلاء مع زوال الصبر (والممات) أي ما يفتن به عند الموت أضيفت له لقربها منه أو المراد فتنة القبر أي سؤال الملكين والمراد من شر ذلك. انتهى.
وقال أيضاً: غلبة الدين أي استيلاؤه (وقهر الرجال) غلبتهم. انتهى.
والله أعلم.