الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجزاك الله خيرا على حسن قصدك في استغلال مواهبك في طاعة الله تعالى وخدمة دينك.
ولا شك أن الإنترنت أصبح من أوسع المجالات للدعوة إلى الله تعالى في مشارق الأرض ومغاربها بأيسر وأسرع الطرق، ولكنه في الوقت نفسه من أيسر سبل الشيطان، سواء في باب الشبهات أو باب الشهوات، وعليه فلا بد لمن يريد استغلاله في الخير أن تتوفر فيه مؤهلات النجاح في هذا الباب، وتتوفر كذلك أسباب الوقاية من شره ومفاسده.
ومن أهم المؤهلات في الدعوة إلى الله عموما تحصيل العلم الشرعي الذي به يُبلِّغ العبد مراد الله وأحكام دينه بفقه وحكمة ووعي لأحوال المدعوين. كما أن من أهم أسباب الوقاية من شر الإنترنت العلم بمخاطره ودواعي الفساد فيه، ومراقبة العبد لربه، ولحال نفسه دائما، بحيث يحسن التقدير إذا تعارضت المصالح والمفاسد. فإذا توفرت فيك هذه المؤهلات ووثقت من نفسك أو من الوقوع في الفتنة فتوكل على الله وتقدم إلى ما تريد القيام به، وينبغي أن لا يغيب عنك أن السلامة لا يعدلها شيء، وأن درء المفاسد مقدم على جلب المنافع. فإذا عرضت للإنسان فتنة من شهوة أو شبهة فعليه أن يجنب نفسه إياها. وأن يبحث لنفسه عن أبواب أخرى للخير يفيد بها نفسه والمسلمين.
وقد سبقت بعض الفتاوى تفيد السائل الكريم، وهي بالأرقام التالية: 8254، 24166، 9584، 36022، 23350، 9485.
والله أعلم.