الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الضابط الأساسي لمثل عملك هذا أن لا يكون نشاطك إلا فيما أباح الله، فلا يجوز أن يكون فيما حرمه الله، ومما حرمه الله العمل في تقويم المواقع التي تشتمل على الكفر أو البدعة أو الفسوق والانحراف، فكل ذلك يجب الابتعاد عنه تماماً لأن المشاركة فيه هي إعانة على الباطل ودلالة عليه، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
والدال على الشر كفاعله، فقد قال تعالى: لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ {النحل:25}، وقال صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً. رواه مسلم.
وبناء على هذا، فإن عليك أن تحذر من تقويم المواقع المشتملة على محرم، ولو أدى ذلك إلى فصلك من العمل، واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، وقد قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}، وللمزيد راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 108096، 37336، 104080.
والله أعلم.