الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت هذه المبالغ -كما ذكرتم- تمنح مجانا من هذه المؤسسات الإغاثية وليست قروضا تؤخذ عليها فوائد فلا حرج في أخذها ولو كان مقدموها من اليهود، فقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم هدية قيصر وهدية المقوقس.
وفي الحديث: أن امرأة يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها. رواه مسلم.
وفي الحديث: أن يهوديا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه. رواه أحمد وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.
لكن على الآخذ لهذه المبالغ منهم أن يحذر من أن يكون في ذلك مقابل من تنازل عن شيء من دينه أو تعاون معهم في مخططاتهم وألاعيبهم، كما أن عليه أن يحذر من الميل بالقلب إليهم، فإن أكثر النفوس تميل حبا إلى من أسدى إليها معروفا، وإذا أنس من نفسه ميلا بسبب الهبة فعليه أن لا يأخذها.
والله أعلم.