الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همكم وأن يصلح حال والدكم وأن يرد إخوانكم إلى رشدهم.
وإن كان أبوك على الحال الذي ذكرت فلا شك أنه مسيء، علما بأن مجرد تزوجه على أمكم أو تسمية ابنته على اسم زوجته الثانية ليس في شيء منه خطأ، وعلى أية حال فإن إساءته لا تسقط عنكم بره والإحسان إليه لأنه يبقى أبا وإن فعل ما فعل، فلا يجوز لكم الدعاء عليه وإن ظلم وأساء فإن ذلك يعتبر عقوقا منكم له، وراجعي الفتويين 59562، 8173، وننصحكم بتعليم هؤلاء الصغار مثل هذه الآداب ونهيهم عن احتقار أبيهم.
واعلمي أن من أعظم إحسانكم إلى والدكم كثرة الدعاء له بالهداية والسعي في إصلاحه بنصحه وتوجيهه بأسلوب حسن أو تسليط بعض أهل الفضل والخير عليه وخاصة من يرجى أن يكون قوله مقبولا عنده منهم.
وأما بخصوص إخوانك فينبغي أن يجدوا منك الاحترام وإظهار الحرص والشفقة عليهم، فإن هذا يكسبهم ودك فيكون لقولك أثر كبير عليهم، والأولى أن تتخذي معهم الوسائل غير المباشرة في النصح والتوجيه كتشغيل بعض المحاضرات المؤثرة حال وجود الواحد منهم.