الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نقف على تحديد عدد المرات التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم صلاة خسوف القمر، والظاهر من كلام بعض أهل العلم تكرر الخسوف في زمنه صلى الله عليه وسلم من غير ذكر عدد معين، قال ابن بطال في شرحه لصحيح البخاري: وحجة مالك ومن وافقه أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في كسوف الشمس ولم يجمع في كسوف القمر، فعلم أن معنى قوله (فافزعوا إلى الصلاة)، في كسوف القمر: فرادى، وفي كسوف الشمس جماعة.
قال ابن القصار: وأهل المدينة بأسرهم على هذا، والمعهود أن كسوف القمر يقع أبداً ولا يكاد يخلو منه عام، وكسوف الشمس نادر، ومحال أن يكون كسوف القمر مألوفاً، والنبي صلى الله عليه وسلم يجمع له مدة حياته فيهم، ثم يخفى عليهم ذلك جملة، وبقول مالك: لم يبلغنا ولا أهل بلدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع لكسوف القمر، ولا نُقل عن أحد من الأئمة بعد النبي أنه جمع فيه. انتهى.
والله أعلم.