الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمعركة اليرموك وقعت سنة ثلاث عشرة، وقيل خمس عشرة من الهجرة، وكان قائد جيش الروم الكلب تدارق أخو هرقل ملك الروم، وكان قائد المسلمين فيها سيف الله المسلول خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، أمَّرَهُ على الجيش الخليفة الصديق -رضي الله عنه-، وقال: والله لأشغلن النصارى عن وساوس الشيطان بخالد بن الوليد، وفي أثناء المعركة جاء البريد إلى خالد يخبره بموت أبي بكر، واستخلاف عمر، وتولية أبي عبيدة على الجيش، فكتم خالد الخبر حتى لا يضعف المسلمون في ذلك الموقف الحرج.. ولما نزل نصر الله تعالى على المسلمين هرب تدارق ثم قتل.
قال ابن كثير: وأكمل خالد ليلته في خيمة تدارق أخي هرقل، وهو أمير الروم كلهم يومئذ، هرب فيمن هرب، وباتت الخيول تجول نحو خيمة خالد، يقتلون من مر بهم من الروم حتى أصبحوا، وقتل تدارق... انتهى.
والله أعلم.