الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه رواه البخاري ومسلم وغيرهما ولفظه: عن عائشة رضي الله عنها قالت: لددنا النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه، فقال لا تلدوني، فقلنا كراهية المريض للدواء، فلما أفاق قال لا يبقى أحد منكم إلا لد غير العباس فإنه لم يشهدكم.
هذا الحديث جاء في سياق حديث عائشة- رضي الله عنها عن مرض النبي- صلى الله عليه وسلم- الذي توفي فيه؛ فقد ظن بعض أهله أن به مرضا يعالج بهذا النوع من العلاج، ففي بعض روايات الحديث أنهم ظنوا أن به ذات الجنب وأنهم أذابوا قسطا أي بزيت فلدوه به.
واللدود ما يجعل في جانب فم الشخص من دواء وغيره، وأما ما يجعل في الحلق فيقال له الوجور، وما يجعل في الأنف يقال له السعوط.
وقد أشار إليهم صلى الله عليه وسلم قبل أن يغمى عليه: لا تلدوني؛ قيل لأنه يعلم أن ذلك ليس من علاجه وأن المرض الذي يظنون أنه مصاب به لم يكن مصابا به، وإنما لم يمتثلوا ما قال لهم لأنهم ظنوا أن ذلك من كراهة المريض للدواء..، فلما أفاق أمر بلد الجميع غير عمه العباس. قال الحافظ في الفتح: وإنما فعل بهم ذلك عقوبة لهم لتركهم امتثال نهيه عن ذلك، أما من باشره فظاهر، وأما من لم يباشره فلكونهم تركوا نهيهم عما نهاهم هو عنه.
والله أعلم.