الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكرت أن هذه الفتاة فيها كثير من الصفات الإيجابية وبعض الصفات السلبية ، ولذا فإننا لا ننصحك بالتعجل إلى فسخ الخطبة، وفي المقابل لا نرى لك االتعجل في الإقدام على الزواج منها، بل عليك بالتريث وسؤال من هم أعرف بها من الثقات، فإن مثل هذه الصفات السلبية قد تكون أمورا عابرة سرعان ما تزول بالنصح وحسن التوجيه ، فإن تبين لك أنها أرجى لأن ينصلح حالها فعليك بالإقدام على الزواج منها، ولا شك أن الاستخارة في مثل هذا من أهم الأمور، ولا بأس بتكرار الاستخارة كما بينا بالفتوى رقم: 75167.
وأما نتيجة الاستخارة فتظهر من خلال التوفيق إلى إتمام الأمر المستخار فيه إن كان فيه خير للمستخير أو صرفه عنه إن لم يكن فيه خير له، وراجع الفتوى رقم: 35920. وأما انشراح الصدر أو انقباضه فلا يكفي دليلا على نتيجة الاستخارة ، خاصة وأن المرء قد يكون له نوع ميل في استخارته سابق عليها.
واعلم أن هذه الفتاة أجنبية عليك ما لم يعقد لك عليها، فلا يجوز لك محادثتها إلا لحاجة ووفقا لضوابط الشرع، ولا يجوز لك سماع صوتها وهي تنشد، فالغالب أن يكون في صوتها خضوع بالقول في مثل هذه الحالة، ولا يجوز لك النظر إلى شيء من جسدها حقيقة أو من خلال صورة إلا إذا كانت هذه الرؤية من أجل الخطبة ، وانظر الفتوى رقم: 55230 .
وأما تقديم الهدية لها فلا بأس بذلك كما بينا بالفتوى رقم: 33918.
وإن تبين لك أن هذه الفتاة ربما لا ينصلح حالها ، وخشيت أن يحدث بينك وبينها خلاف مستقبلا قد يؤدي إلى فصم عرى الزوجية فالأولى المبادرة لفسخ الخطبة فذلك أهون من حصول الطلاق فيما بعد ، وراجع الفتوى رقم: 98308.
والله أعلم.