الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب عما سألت عنه نريد أولا التنبيه إلى أنه لا يجوز للمسلم التسبب في إغضاب والديه بحال من الأحوال، وخاصة الأم التي أكد الله عز وجل على حقها ووجوب الإحسان إليها.. وإن من أسباب سخط الله تعالى على العبد إغضابه لوالديه، كما أن رضاه في رضاهما عليه ؛ فقد روى الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رضا الرب في رضا الوالدين، وسخطه في سخط الوالدين.
وسبق بيان أقوال أهل العلم بتفصيل أكثر عن هذا الموضوع في الفتوى رقم: 79467، فنرجو أن تطلعي عليها.
وفي خصوص ما سألت عنه فإن غضب الأم على ابنها.. لا علاقة لأبنائه به لأن الله تعالى يقول: وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164} وإن كان صلاح الوالد وفساده قد يؤثران على الولد، لكن على الأولاد الآن أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من الواجبات ويجتنبوا ما حرم من المحرمات، وينبغي أن يكثروا من الاستغفار لأبيهم.
وللمزيد انظري الفتوى رقم: 97508.
والله أعلم.