الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت لا ترين إحدى علامتي الطهر لا الجفوف ولو زمنا يسيرا بعد انقطاع الدم، ولا القصة البيضاء بل الصفرة والكدرة ملازمة لك حتى يتجاوز مجموع أيامها مع الدم خمسة عشر يوما، فأنت حينئذ مستحاضة، لأن الصفرة والكدرة المتصلة بالدم في حكم الدم، لقول عائشة رضي الله عنها للنساء اللاتي كن يأتينها بالدرجة فيها الكرسف فيه الصفرة: انتظرن لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء. ذكره البخاري معلقا وصححه النووي، فالواجب عليك أن تفعلي ما تفعله المستحاضة، فإن كانت لك عادة سابقة فاجلسيها، وما زاد فهو استحاضة، وإن لم تكن لك عادة فما ميزت أنه حيض باللون أو بالرائحة أو الثخانة فهو حيض تغتسلين عند انتهائه، وما دونه استحاضة، والظاهر من سؤالك أنك تميزين، فأنت ترين دما أحمر وترين أصفر، وعلى فرض أنك لا تميزين بأن كانت الدماء بوصف واحد، ولم تكن لك عادة سابقة تعرفينها. فاجلسي غالب عادة نساء أهلك ستة أيام أو سبعة، ثم اغتسلي وتوضئي لكل صلاة.
والله أعلم.