الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فذكرُ اللهِ من أفضل الأعمال، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا {الأحزاب:41}، والنطقُ بالشهادتين من أفضلِ الذكر، بل لا نجاةَ لعبدٍ يوم القيامة إلا أن يُقرَ بهما بقلبه وينطقَ بهما بلسانه مع القدرة، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يذكرُ الله على كل أحواله، كما أخبرت بذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فذكرُ الله مشروعٌ في جميع الأزمنةِ والأمكنة إلا ما خصه الدليل، كحالِ قضاء الحاجة. ولا نعلم دليلاً يمنعُ من الذكرِ والنطقِ بالشهادتين في الكنيسة، لكن يبقى النظر في سبب دخول الكنيسة، فإن كان الدخول لا يتضمن إقرارا بباطلٍ أو سكوتاً على شرك، وكان الباعث عليه أمرا مباحا فهو مباح، وإن كان لأمرٍ مشروع كدعوتهم إلى الإسلام من متأهلٍ مع أمن الفتنة والمفسدة فهو مشروع، وأما إن كان لأمرٍ محرم كتهنئة النصارى بأعيادهم، أو يتضمن محرماً كالسكوتِ على المنكر والإقرار على الشرك فهو محرمٌ قطعاً.
والله أعلم.