الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلاجُ هذه المشكلة إنما يكون بتعليم الناس وتنبيههم، فمتى حصلت لهم البصيرة في دين الله التزموا بهذه السنن، فعليك أخي لكي تعالج هذه المشكلة علاجاً جذرياً أن تبين للناس من أهل مسجدك النصوص الدالة على فضيلة تسوية الصفوف، وتعلمهم أن تسوية الصفوف سبب لحصول الألفة والمودة، وعدم تسويتها سبب لحصول النفرة والتباغض، كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم. وقد بينا حكم تسوية الصفوف في الفتوى رقم: 24029.. وبينا كذلك أن الصفوف تسوى من خلف الإمام في الفتوى رقم: 2553.
فإذا فعلت هذا وبينت لأهل مسجدك هذه الأحكام فاعلم أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فالذي عليك أن تستوي مع من بجانبك، فإذا انحرف أحدُ ممن بجانبك عن الصف كأن تقدم أو تأخر أو تباعد عن الصف فاجذبه برفق ولين حتى يستوي بالصف، فإن أبى فالتبعة عليه هو وليست عليك، وإن اختلف الناس في الصف بحيث كان شطر الصف متقدماً على الآخر فينبغي أن تشير إليهم بالتسوية، فإن امتنعوا فالذي نراه موافقة من كان على يمين الإمام، وإذا تباعدوا يميناً أو شمالاً فيمكنك أن تشير إليهم ليتقاربوا، ومن امتنع فالتبعة عليه كما قلنا.
وعلى كل فينبغي لك أن تفعل ما تقدر عليه ليكون الصف مستوياً على الوجه الشرعي، وأن تنبه الإمام على الحرص على تسوية الصفوف قبل الشروع في الصلاة.
والله أعلم.