الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الباحث يعني أن الله تعالى أزال من القرآن بعض الآيات بالنسخ فهذا صحيح متفق عليه. ويدل عليه قوله تعالى: مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا {البقرة:106} وقوله تعالى: وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {النحل:101}
وأما إن كان أراد أن غير المنسوخ لفظه سقط منه شيء أو أن القرآن بقي منه شيء لم يكتبه الصحابة أيام خلافة أبي بكر وخلافة عثمان رضي الله عنهما فهذا باطل، وهو مناقض لما تعهد الله تعالى به من حفظ القرآن في قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9} والله تعالى لا يخلف الميعاد، ومن اعتقد عدم حفظ الله تعالى كتابه بعد اطلاعه على النص القرآني في هذا ، فهذا كافر كما بينا في الفتوى رقم: 6472، والفتوى رقم: 6484.
وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 49145.
والله أعلم.